أيها المغرور مهلا

بدأت خلق سويا دون شائبــــــــــة
وكل نفس عليهـــــــا وزر ما اكتسبت
فإن استقمت تبقى النفس صافيـــة
وإن دنست نفسك بالآثام فقد خسرت
انظر لدنيك فقد تطغيك مظاهرها
فحجم النفس على عجل إذا ورمت
أزل التورم الذي أعياك على عجــل
تفتح لنفسك أبوابــــــا إذا انغلقت
وانهل من العلم الذي تبقى معالمـــه
ودع العلوم التي أحبارها مــــــحيت
بالماء إن لامس الماء صفحتهـــــــا
فلا تسوي أحبــــــــارا بها كتبت
إن التورم في كبر تمارســـــــــــــــه
والنفس بالكبر ترى أبصارها عميت
وهذه النفس التي تغويك جاهلـــــــــة
من أي شيء من الأشياء قد خلقت
فهي من عدم وتسعى إلى عـــــــــدم
فهل تطقها إن هي في حفرة دفنت
وبين أطوارها حوت الضعف أجمعه
أمام أضعف خلق الله ما صمدت
إن الجراثيم التي ذقت معالمـــــــــها
وبمجرد العين للإنسان ما رئيت
تذل أعظم إنسان وتتلفه فانظــــــــــر
إلى حكمت الباري وما صنعت
النفس تفقد بالكبر توازنهـــــــــــــــا
فكيف تحيى بها إذا ما هي اتزنت
كشارب الكأس يظن الكأس نافعــة
وليس يدرى تلك الكأس ما صنعت