" أتعلم أم أنت لا تعلم "
" بأن دماء الضحايا فم "
تجهر بما لا يريد الطغاة
وذلك شأن الذي يُظلم
وأصدق ما سطر التاريخ
صحائف سطرها الدم
ومن لم يضح بفيض الدماء
وللموت في خدره يَقحم
سيبقى على وجهها ميت
ويجرع من كأسها علقم
وتلهبه أسواط جلاده
فيبقى مدى دهره يألم
وتنسيه يوم أتى للدنى
وكيف لثدي أمه يلقم
ويُقلب من ناطق باللسان
لأعجم أبكم لا يفهم
مستسلما هائما ضائعا
من القهر يلهم ما يلهم
دماء الشهيد تناديكم
وهامته تحث وتزقوكم
دمائي لها ثمن واحد
توحدكم وتحرركموا
ومن لم يضح لأجل الشهيد
في مذهبي أنه يأثم
نور ونار دماء الشهيد
نور إذا كوننا يُظلم
ونار على كل باغ وطاغ
غصب لها سوف يستسلم
ستحرقه مثل حرق الشواء
وتلقيه أرضاً فهو لا يُهضم
لقد كان نجساً أناء الحياة
وبعد الممات تراه سم
تفك الدماء القيود الثقال
رسّمها الحاكم الظالم
إن من جلدتي أو غيرها
ترى الظالمين همُ همُ
وأنى لهم من دماء الضحايا
أنى لهم أن يَسلموا
ستبقى تلاحقهم في المنام
فهمُ نيام أو نوّم
عن الحق صُموا وأعماهم
جهل به تدثروا واحتموا
لم يتعظ منهمُ حاكم
بأن الفناء له قادم
وأن القصور وفرش الحرير
آثاماً على رأسه تًرجم
ولن يقو قطعاً على صدها
ذق فأنت العزيز الأكرم
ورغم تبدل صروف الزمان
يقول أنا أنا الحاكم
أنا حاكم بأمر الإله
وأنتم مواليّ أو خُدم
وما منكم غير عبد لنا
يركع لأقدامنا أو يُقصم
إن لم ينقرض مثل من قد مضى
قطعاً سيقرضه الدم